ومن هديه صلى الله عليه وسلم في السحور ما روى عنه قيل: { تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ قُمْنَا إلَى الصَّلاَةِ قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا قَالَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً } رواه الإمام البخاري عن سيدنا زيد بن ثابت يعني ما يعادل حوالي ثُلث ساعة أو ما نسميه في عصرنا بمدفع الإمساك، لماذا أخَّر النبي الكريم في كل أحواله طعام السحور إلى ما قبل الفجر؟ ولم يفعل كما نفعل الآن نسهر إلى الواحدة أو الثانية ثم نتناول السحور وننام؟ لحكمة بالغة يعلّمها لنا المصطفى عليه أفضل وأتم الصلاة والسلام: فإن المرء إذا أكل قبل الفجر بثلث ساعة، ثم قام وتوضأ، فالوضوء ينشط الأعضاء والفترة التي يقضيها بعد ذلك في صلاة الفجر تعمل على هضم الطعام، فحركات الصلاة كلها تساعد المعدة والكبد وغيرها على إفراز عصارتها التي تعمل على هضم الطعام، فإذا صلى الفجر حتى ولو كان متعباً، ونام ينام منشرح الصدر نشيط الروح لا يحسّ بوخم ولا تعب أما الذي يأكل في الواحدة أو الثانية وينام فإنه من المؤكد لا يصلي الفجر حاضراً لأن الطعام بما فيه من وعملية الهضم تسحب الدم فيقل ما يذهب لأعضائه فيصيبها الجمود والخمول ويستغرق بالنوم! فلا يستطيع القيام لصلاة الفجر، ويحرم نفسه من هذا الأجر العظيم، ثم بعد ذلك يظل طوال يومه كسول النفس سقيم الصدر يحس بالوخم ويحس بالثقل لأنه أكل ونام ولم يعط لأعضائه فرصة لهضم الطعام فما بالكم إذا كان الصائم طفلاً صغيراً فإن الأطفال في مرحلة التكوين ويحتاجون في بناء الخلايا إلى بعض البروتينات وأن يكون وقت صيامهم غير طويل لأنه إذا أكل ونام وهضم الطعام في أول النهار واحتاج الجسم إلى غذاء ماذا يفعل؟ تتوقف عملية البناء لحاجة الجسم للغذاء لعدم وجود الطعام فيُصاب الطفل بالضعف وما شابه ذلك لكننا إذا أطعمناه قبل صلاة الفجر ونام بعد صلاة الفجر فإن الطعام يمكث في بطنه فترة طويلة، فلا يُصاب بالضعف ولا بالسقم وكلنا نلا حظ هذا على أولادنا عند الذهاب للمدارس فى رمضان فلو تسحروا قبل الفجر يعودوا نشيطين من المدرسة ولا يشتكون إلا قليلاً ومن هديه صلاة القيام لماذا سن لنا صلاة القيام؟ لهضم الطعام. فلم يكن في زمانه أدوية كالتي عندنا الآن ولا مشروبات تعمل على هضم الطعام فسألوه عن كيفية هضم الطعام للصائمين فقال : { أذِيبُوا طَعَامَكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ والصَّلاةِ، ولا تَنَامُوا عَلَـيْهِ فَتَقْسُوَ لَهُ قُلُوبُكُمْ } عن عائشة رواه ابن السني وأبو نعيم في الطب النبوي. فإن الدم يتجمع للمعدة بعد الطعام من أجل الهضم ويقل من بقية أجزاء الجسم مما يجعل المرء يشعر بشئ من الكسل، فإذا صلى فعند ركوعه تضغط أعضائه على معدته وعلى كبده فيفرزان العصارات اللازمة للهضم فإذا سجد على جبهته نزل الدم إلى رأسه فحرك مخه ورد إليه شئ من يقظته وبتوالي حركات الصلاة التي نؤديها لله في صلاة القيام يتوالى على الجسم عملية هضم الطعام وتمثيله الغذائي بكيفية مريحة للمعدة ومنبهة للأعضاء فما أصدق قول الله لنا جماعة المؤمنين {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21 أيضاً من هديه فيما ذكرناه أنه وأصحابه لم يكونوا يظهرون اهتماماً بالغاً كما نفعل بطعام الفطور، بل كانوا يرون من العيب ومن الذنب أن يفكر الإنسان فيما سيفطر عليه قبل ميعاد الغروب، لأنه بذلك اشتغل عن علام الغيوب وكان يحثهم على ضرورة السحور ويقول في ذلك لمن لا يستطيع الأكل { تَسَحَّرُوا ولَوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ ماءٍ }عن أنس رواه أبو يعلى ويقول لهم: { هَلُمُّوا إِلَىٰ الغِذَاءِ الْمُبَارَكِ } مصنف ابن أبي شيبة عن أبي رهم السماعى ويقول لهم { تَسَحَّرُوا فإنَّ في السُّحُورِ بَرَكَةً } عن أنس رواه أبو يعلى. و قال : {أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ بَرَكَةٍ فِيهِ خَيْرٌ يُغَشيكُمُ اللَّهُ فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ وَيَحُطُّ فِيهِ الْخَطَايَا وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدُّعَاءَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلاَئِكَتَهُ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرَاً فَإنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ }رواه الطبراني في الكبير عن عبادة بن الصامت.
ومن هديه صلى الله عليه وسلم في السحور ما روى عنه قيل: { تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ قُمْنَا إلَى الصَّلاَةِ قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا قَالَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً } رواه الإمام البخاري عن سيدنا زيد بن ثابت
ردحذفيعني ما يعادل حوالي ثُلث ساعة أو ما نسميه في عصرنا بمدفع الإمساك، لماذا أخَّر النبي الكريم في كل أحواله طعام السحور إلى ما قبل الفجر؟ ولم يفعل كما نفعل الآن نسهر إلى الواحدة أو الثانية ثم نتناول السحور وننام؟ لحكمة بالغة يعلّمها لنا المصطفى عليه أفضل وأتم الصلاة والسلام: فإن المرء إذا أكل قبل الفجر بثلث ساعة، ثم قام وتوضأ، فالوضوء ينشط الأعضاء والفترة التي يقضيها بعد ذلك في صلاة الفجر تعمل على هضم الطعام، فحركات الصلاة كلها تساعد المعدة والكبد وغيرها على إفراز عصارتها التي تعمل على هضم الطعام، فإذا صلى الفجر حتى ولو كان متعباً، ونام ينام منشرح الصدر نشيط الروح لا يحسّ بوخم ولا تعب أما الذي يأكل في الواحدة أو الثانية وينام فإنه من المؤكد لا يصلي الفجر حاضراً لأن الطعام بما فيه من وعملية الهضم تسحب الدم فيقل ما يذهب لأعضائه فيصيبها الجمود والخمول ويستغرق بالنوم! فلا يستطيع القيام لصلاة الفجر، ويحرم نفسه من هذا الأجر العظيم، ثم بعد ذلك يظل طوال يومه كسول النفس سقيم الصدر يحس بالوخم ويحس بالثقل لأنه أكل ونام ولم يعط لأعضائه فرصة لهضم الطعام
فما بالكم إذا كان الصائم طفلاً صغيراً فإن الأطفال في مرحلة التكوين ويحتاجون في بناء الخلايا إلى بعض البروتينات وأن يكون وقت صيامهم غير طويل لأنه إذا أكل ونام وهضم الطعام في أول النهار واحتاج الجسم إلى غذاء ماذا يفعل؟ تتوقف عملية البناء لحاجة الجسم للغذاء لعدم وجود الطعام فيُصاب الطفل بالضعف وما شابه ذلك لكننا إذا أطعمناه قبل صلاة الفجر ونام بعد صلاة الفجر فإن الطعام يمكث في بطنه فترة طويلة، فلا يُصاب بالضعف ولا بالسقم وكلنا نلا حظ هذا على أولادنا عند الذهاب للمدارس فى رمضان فلو تسحروا قبل الفجر يعودوا نشيطين من المدرسة ولا يشتكون إلا قليلاً ومن هديه صلاة القيام لماذا سن لنا صلاة القيام؟ لهضم الطعام. فلم يكن في زمانه أدوية كالتي عندنا الآن ولا مشروبات تعمل على هضم الطعام فسألوه عن كيفية هضم الطعام للصائمين فقال : { أذِيبُوا طَعَامَكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ والصَّلاةِ، ولا تَنَامُوا عَلَـيْهِ فَتَقْسُوَ لَهُ قُلُوبُكُمْ } عن عائشة رواه ابن السني وأبو نعيم في الطب النبوي.
فإن الدم يتجمع للمعدة بعد الطعام من أجل الهضم ويقل من بقية أجزاء الجسم مما يجعل المرء يشعر بشئ من الكسل، فإذا صلى فعند ركوعه تضغط أعضائه على معدته وعلى كبده فيفرزان العصارات اللازمة للهضم فإذا سجد على جبهته نزل الدم إلى رأسه فحرك مخه ورد إليه شئ من يقظته وبتوالي حركات الصلاة التي نؤديها لله في صلاة القيام يتوالى على الجسم عملية هضم الطعام وتمثيله الغذائي بكيفية مريحة للمعدة ومنبهة للأعضاء فما أصدق قول الله لنا جماعة المؤمنين {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
أيضاً من هديه فيما ذكرناه أنه وأصحابه لم يكونوا يظهرون اهتماماً بالغاً كما نفعل بطعام الفطور، بل كانوا يرون من العيب ومن الذنب أن يفكر الإنسان فيما سيفطر عليه قبل ميعاد الغروب، لأنه بذلك اشتغل عن علام الغيوب وكان يحثهم على ضرورة السحور ويقول في ذلك لمن لا يستطيع الأكل { تَسَحَّرُوا ولَوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ ماءٍ }عن أنس رواه أبو يعلى
ويقول لهم: { هَلُمُّوا إِلَىٰ الغِذَاءِ الْمُبَارَكِ } مصنف ابن أبي شيبة عن أبي رهم السماعى
ويقول لهم { تَسَحَّرُوا فإنَّ في السُّحُورِ بَرَكَةً } عن أنس رواه أبو يعلى.
و قال : {أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ بَرَكَةٍ فِيهِ خَيْرٌ يُغَشيكُمُ اللَّهُ فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ وَيَحُطُّ فِيهِ الْخَطَايَا وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدُّعَاءَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلاَئِكَتَهُ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرَاً فَإنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ }رواه الطبراني في الكبير عن عبادة بن الصامت.