عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية، صحابية كريمة، هي أخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة.
أمها أم كريز بنت الحضرمي، وخالها العلاء بن الحضرمي الصحابي المشهور، وخالتها الصعبة بنت الحضرمي أم طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة أيضاً. اشتهرت عاتكة بنت زيد بين نساء قريش بالبلاغة والفصاحة، وقول الشعر، ورجاحة العقل.
وكانت عاتكة رضي الله عنها ذات خلق بارع، وصاحبة عقل راجح ورأي سديد، تزوجها عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وكان شديد التعلق بها حتى انشغل عن كثير من أموره، فأمره والده بطلاقها، وعزم عليه بذلك فلم يسعه أن يخالف أمره، فطلقها واحدة وقال:
يقولون طلقها وخيم مكانهـا مقيماً تمني النفس أحلام نائم وإن فراقي أهل بيتي جميعهم على كره منى لإحدى العظائم
غير أن عبد الله تألم أشد الألم لفراق زوجه حتى أثر فيه ذلك، وشعر والده بذلك، وعرف تعلقه بعاتكة فرقّ له لشدة حبه لها فأذن له أن يراجعها، فارتجعها، وقال حين راجعها:
ليهنك أني لا أرى فيك سخطة وأنك قد حلت عليك المحاسن فإنك ممن زين الله أمـــره وليس لما قد زين الله شائـن
وقد كان خبر عبد الله بعد ذلك أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم – الطائف، فرمي بسهم فأصابه، فانتقض الجرح بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة، فمات على أثر ذلك الجرح، فقامت زوجة عاتكة ترثيه وتقول: رزيت بخير الناس بعد نبيهـم وبعد أبي بكر وما كان قصرا فآليت لا تنفك عيني سخينــة عليك ولا ينفك جلدي أغبـرا مدى الدهر ما غنت حمامة أيكة وما طر الليل الصباح المنورا فالله عيناً من رأى مثل لهفتـي أكر وأحمى في الجهاد وأصبرا إذا شرعت فيه الأسنة خاضها إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
وبعد وفاة عبد الله تزوجت عاتكة من عمر بن الخطاب، سنة اثنتي عشرة من الهجرة، فاحتلت عنده مكانة رفيعة، واقتبست كثيراً من علمه وزهده، وعندما قتل رضي الله عنه بخنجر أبي لؤلؤة المجوسي قامت عاتكة ترثيه وتقول: عين جودي بعبرة ونحيـــب لا تملي على الإمام النجيـب قل لأهل الضراء والبؤس موتوا قد سقته المنون كأس شعوب
ثم تزوجت عاتكة بعد عمر من الزبير بن العوام – رضي الله عنه – عاشت معه إلى أن قتل الزبير غيلة يوم الجمل بوادي السباع، قتله عمرو بن جرموز سنة ست وثلاثين من الهجرة، فرثته قائلة:
غدر ابن جرموز بفارس بهمة
يوم اللقاء وكان غير معـرد ياعمرو لو نبهته لوجدتـــه لا طائشاً رعش البنان ولا اليد ثكلتك أمك إن ظفرت بمثلــه فيما مضى مما تروح وتغتدي كم غمــرة خاضـها لم تثنه عنها طرادك يا ابن فقع الفدفد والله ربك إن قتلت لمسلمــاً حلت عليك عقـوبة المتعمـد
توفيت عاتكة في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه – سنة إحدى وأربعين.
عاتكة بنت زيد
ردحذفعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية، صحابية كريمة، هي أخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة.
أمها أم كريز بنت الحضرمي، وخالها العلاء بن الحضرمي الصحابي المشهور، وخالتها الصعبة بنت الحضرمي أم طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة أيضاً.
اشتهرت عاتكة بنت زيد بين نساء قريش بالبلاغة والفصاحة، وقول الشعر، ورجاحة العقل.
وكانت عاتكة رضي الله عنها ذات خلق بارع، وصاحبة عقل راجح ورأي سديد، تزوجها عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وكان شديد التعلق بها حتى انشغل عن كثير من أموره، فأمره والده بطلاقها، وعزم عليه بذلك فلم يسعه أن يخالف أمره، فطلقها واحدة وقال:
يقولون طلقها وخيم مكانهـا مقيماً تمني النفس أحلام نائم
وإن فراقي أهل بيتي جميعهم على كره منى لإحدى العظائم
غير أن عبد الله تألم أشد الألم لفراق زوجه حتى أثر فيه ذلك، وشعر والده بذلك، وعرف تعلقه بعاتكة فرقّ له لشدة حبه لها فأذن له أن يراجعها، فارتجعها، وقال حين راجعها:
ليهنك أني لا أرى فيك سخطة وأنك قد حلت عليك المحاسن
فإنك ممن زين الله أمـــره وليس لما قد زين الله شائـن
وقد كان خبر عبد الله بعد ذلك أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم – الطائف، فرمي بسهم فأصابه، فانتقض الجرح بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة، فمات على أثر ذلك الجرح، فقامت زوجة عاتكة ترثيه وتقول:
رزيت بخير الناس بعد نبيهـم وبعد أبي بكر وما كان قصرا
فآليت لا تنفك عيني سخينــة عليك ولا ينفك جلدي أغبـرا
مدى الدهر ما غنت حمامة أيكة وما طر الليل الصباح المنورا
فالله عيناً من رأى مثل لهفتـي أكر وأحمى في الجهاد وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
وبعد وفاة عبد الله تزوجت عاتكة من عمر بن الخطاب، سنة اثنتي عشرة من الهجرة، فاحتلت عنده مكانة رفيعة، واقتبست كثيراً من علمه وزهده، وعندما قتل رضي الله عنه بخنجر أبي لؤلؤة المجوسي قامت عاتكة ترثيه وتقول:
عين جودي بعبرة ونحيـــب لا تملي على الإمام النجيـب
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا قد سقته المنون كأس شعوب
ثم تزوجت عاتكة بعد عمر من الزبير بن العوام – رضي الله عنه – عاشت معه إلى أن قتل الزبير غيلة يوم الجمل بوادي السباع، قتله عمرو بن جرموز سنة ست وثلاثين من الهجرة، فرثته قائلة:
غدر ابن جرموز بفارس بهمة
يوم اللقاء وكان غير معـرد
ياعمرو لو نبهته لوجدتـــه لا طائشاً رعش البنان ولا اليد
ثكلتك أمك إن ظفرت بمثلــه فيما مضى مما تروح وتغتدي
كم غمــرة خاضـها لم تثنه عنها طرادك يا ابن فقع الفدفد
والله ربك إن قتلت لمسلمــاً حلت عليك عقـوبة المتعمـد
توفيت عاتكة في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه – سنة إحدى وأربعين.